انكش دور: فندق الرويال

المصمم المعماري Richard Martinet

مقدمة :

يبدو فندق الرويال من بعيد كمجسم بيضاوي هائل الحجم , ينطلق من قمة جبل عمان كأهم معلم معماري في المدينة , استوحى المصمم شكله من ملوية سامراء التي بناها الخليفة المتوكل في مدينة سامراء بالعراق كجزء من المسجد الكبير , و بينما ملوية سامراء بنيت من الطوب في القرن التاسع الميلادي لتكون منارة المسجد , بني فندق الرويال من الخرسانة المسلحة ليكون فندقا و مركزا تجاريا و مركزا ترفيهيا في نفس الوقت ,

الموقع :

يقع فندق الرويال في المملكة الأردنية الهاشمية , في قلب مدينة عمان , في منطقة الدوار الثالث على قمة جبل عمان , مطلا على شارع زهران من الناحية الشمالية الغربية .

أرقام في المشروع :

- تبلغ مساحة الأرض المقام عليها المشروع حوالي 12 دونم ,

- مساحة الفندق 7300 م مربع ,

- يتكون المبنى من 31 طابق مختلفة الارتفاع , ستة منها تحت الأرض ,

- يرتفع المبنى 110 م فوق مستوى الأرض ,

- بلغت تكلفة إنشاؤه حوالي 190 مليون دولار ,

- بدأ العمل في الفندق عام 1998 م , و استغرق بناؤه أربع سنوات , و تم افتتاحه عام 2002 م .

الفكرة التصميمية :

اعتمدت فكرة تصميم المبنى على البساطة و الجمال , و قد تمثل ذلك في تكوين بيضاوي الشكل لما يتيحه من توفير أكبر قدر ممكن من الإطلالات على خلاف تكوينات أخرى , يلتف حول هذا الجسم البيضاوي سلمان حلزونيان عريضان يبدآن من الدور الثاني , و ينتهيان في الدور العاشر حيث الشرفة التي تطوق البرج بالكامل , و منها يمكن الدخول إلى البرج ليجد الزائر نفسه عندئذ يطل على المطعم الرئيس من أعلى , حيث يكون بإمكانه أن يهبط باستخدام درج حلزوني داخلي ليصل إلى أرض المطعم و يتناول بعض الطعام الذي يعوضه عن الطاقة التي فقدها في صعود السلم الخارجي ,

كما و تدور الفكرة التصميمية حول وجود بهوان عاليا السقف أحدهما فوق الآخر , يفصلهما دور خصص للمعدات الميكانيكية ,

و في التصميم الداخلي للمبنى بذلت جهود كبيرة لخلق أجواء تتسم بالرفاهية و المتعة , فالتصميم الداخلي للفندق كان خليطا من الطراز الحديث و طراز الآرت ديكو , و الذي يتميز باستخدام الزجاج المعشق , و لوحات الفسيفساء و الخشب و البرونز , كما يشيع استخدام الزوايا الحادة و الأشكال المثلثة.

شكل (1) يوضح مبنى فندق الرويال بتكوينه البيضاوي الحلزوني

شكل (2) يوضح المئذنة الملوية بسامراء و التي استوحى منها المصمم فكرة فندق الرويال

شكل (3) يوضح فندق الرويال في بانوراما عامة لمدينة عمان كمعلم معماري هام يزين خط السماء فيها

التحليل الوظيفي :

يتكون المبنى من 31 دورا مختلفة الارتفاع تحوي العديد من المرافق و الخدمات المفصلة على النحو التالي :

- الأدوار الثلاثة العلوية من الأدوار الستة الموجودة تحت الأرض تحوي مكاتب إدارة الفندق و الخدمات ( مخازن – مطبخ – صيانة ) , كما تحوي مركزا للمؤتمرات يتكون من قاعة كبيرة للاحتفالات تتسع لنحو 1500 شخص , و هي أكبر قاعة احتفالات في الأردن ( مساحتها 1400 م مربع ) , و أربع قاعات أخرى تتسع الواحدة لنحو 500 شخص , إضافة إلى 5 غرف اجتماعات صغيرة أخرى ,

- في هذه الأدوار أيضا توجد قاعة للعب البولينج , و مركز ترفيهي للأطفال يشمل مسرحا للأطفال , و غرفة للانترنت و الألعاب الإلكترونية .

- الثلاثة أدوار السفلية خصصت لمواقف السيارات , و هي تتسع لنحو 520 سيارة , و في آخر دور في القبو وضع المصمم خزانات للماء .

- الدور الأرضي يحتوي على مرافق استقبال زوار و نزلاء الفندق بما في ذلك عدد من قاعات الجلوس و تناول القهوة و المرطبات , و في هذا الدور أيضا يوجد بهو بيضاوي عالي السقف وضع حوله عدد من المتاجر الموزعة على الدورين الأرضي و الأول , و المتصلين بسلالم كهربية , حيث يرتفع بهو المركز التجاري هذا نحو ستة أدوار , و يفصل بينه و بين البهو الذي يعلوه الدور السادس الذي خصص بالكامل للمعدات الميكانيكية و الخدمات .

شكل (4) يوضح الموقع العام و المسقط الأفقي للدور الأرضي بالفندق , و الذي يحتوي على البهو الممتد إلى ستة طوابق

- الدوران الثاني و الثالث يحويان ثلاث قاعات للسينما و عدد من المطاعم .

- و في الدور الرابع و الخامس هناك مكاتب للإيجار.

شكل (5) يوضح مسقط الدورين الرابع و الخامس ( دور المكاتب )

- و تحتل الآلات الميكانيكية الدور السادس بالكامل , كما ذكرنا من قبل.

- أما عن الدور السابع فيمثل أرضية المطعم الرئيسي في الفندق , و الذي يحتل بهوا عالي السقف يمتد إلى نحو أربعة أدوار , و في الحلقة المحيطة ببهو المطعم هناك عدد من المطاعم و صالات الجلوس , إضافة إلى المركز الرياضي و الصحي الذي يشمل بركتين كبيرتين للسباحة و مرافق رياضية أخرى بمساحة تبلغ 7000 م مربع موزعة على الطابقين السابع و الثامن .

- بالإضافة إلى غرف ميكانيكية و معدات و خدمات ( مطبخ و غسيل ) متواجدة في الدور التاسع .

- في الدور العاشر و الحادي عشر تزداد فتحة البهو و تصغر مساحة الطوق المحيط بالبهو , و في هذين الدورين يوجد عدد من المطاعم كالمطعم الفرنسي و مطعم البحر المتوسط و المطعم الإنجليزي و غيرها من المطاعم ,

هذا و يحتوي الدور العاشر على شرفة خارجية عريضة تطوق البرج بالكامل , يمكن من خلالها التمتع بمنظر مدينة عمان .

شكل (6) يوضح مسقط الدور العاشر ( دور الشرفة ) والذي يحتوي على عدد من المقاهي و المطاعم

- الدور الثاني عشر من المبنى خصص أيضا للمعدات الميكانيكية .

- أما عن أدوار غرف النزلاء ( الفندق الحقيقي ) , فهي تبدأ من الدور الثالث عشر و تمتد حتى الدور الواحد و العشرون كأجنحة صغيرة , و هي تشكل حلقة لتطل على مدينة عمان من الخارج و على البهو الداخلي من الداخل , هذه الحلقة تزداد سمكا في نهايتي الشكل البيضاوي للمبنى فيكون هناك ممر داخلي , و صفان من الغرف , أحدهما يطل على الخارج أي مدينة عمان , و الآخر يطل على البهو الداخلي .

شكل (7) يوضح مسقط الدور الثالث عشر ( غرف النزلاء ) , و نلاحظ أنها مقسمة بنفس النسبة تقريبا إلى غرف مفردة و غرف مزدوجة

شكل (8) يوضح مقطع عرضي طولي في المبنى و الذي يوضح البهوين العاليين الذين يفصلهما طابق المعدات

شكل (9) يوضح مقطع عرضي راسي في المبنى و الذي يوضح الفكرة الرئيسية للمبنى في إيجاد أفنية داخلية مستمرة , تفصلها طوابق المعدات

التحليل الفني و التقني :

يجمع المبنى بين الرموز المعمارية العربية , و الطرز الأوروبية القديمة , و أحدث تقنيات القرن الواحد و العشرين , حيث يوجد في فندق رويال العديد من التقنيات التي تمكننا و بلمسة زر التحول من ( جو ) إلى آخر باستخدام برمجة معينة تتحكم في العديد من الوحدات في نفس الوقت لخلق ( الجو ) المطلوب , ونذكر من هذه التقنيات ما يلي :

- واحد و ثلاثون مصعدا كهربائيا .

- نظام للاتصالات يتيح للنزيل أن يحمل تلفونا لاسلكيا فيتصل بأي رقم في الشبكة الداخلية , و متى خرج من الفندق يمكنه الاتصال بشبكة التلفونات البلدية .

- نظام لتنقية المياه .

- نظام للتحكم في التكييف , بحيث يتحول نظام التكييف في الغرفة إلى وضع ( النوم ) أو التشغيل القليل , بمجرد أن يخرج النزيل من الغرفة .

- نظام الإضاءة في الفندق صمم بحيث يمكن التحكم فيها بسهولة لخلق أجواء مختلفة باستخدام الألياف الضوئية و الإضاءة المركزة ( ( Spot Light , و الإضاءة الغير مباشرة , و لوحات الزجاج المعشق المضاءة من الداخل , بالإضافة لمصادر أخرى مختلفة للإضاءة و التحكم في شدتها .

تحليل التشكيل المعماري :

دراسة الكتل و التكوين :

- يتسم الشكل الخارجي للمبنى بالبساطة و الجمال في نفس الوقت , فهو عبارة عن برج ذو جسم بيضاوي الشكل , يصغر هذا الجسم البيضاوي كلما اتجهنا إلى أعلى , فالجزء السفلي من المبنى هو الأكبر حجما , نظرا لوجود السلمين الحلزونيين الذين يلتفان حول المبنى من الخارج , و يبدآن من الدور الثاني لينتهيا في الدور العاشر حيث الشرفة التي تحيط المبنى بالكامل و التي تتيح رؤية مدينة عمان في أجمل منظر بانورامي لها , و هذا ما يجعل المبنى في مجمله يبدو كمئذنة سامراء الملوية .

- ثم يبدأ حجم المبنى في التناقص مرة أخرى في الجزء الخاص بغرف النزلاء , و مرة أخيرة في أعلى المبنى ككتلة صماء خالية من الفتحات تحمل اسم و شعار الفندق .

الفتحات الخارجية للمبنى :

اتسم المبنى في غالبه بفتحات صغيرة تغطي كامل الجسم , مع استخدام فتحات بشكل عرضي مستمر في الجزء العلوي من المبنى للتأكيد على دورانية السطح ,

وقد استعمل المصمم فتحة مستديرة كبيرة في أعلى المبنى كنهاية جميلة مستوحاة من دورانية المبنى , و هي خاصة بالمقهى الموجود في الدور الثاني و العشرون .

تكنولوجيا البناء و التشطيب الخارجي :

- تم كساء المبنى من الخارج بحجر الصحراء الذهبي المائل للصفرة ليتناسب و كافة المباني في مدينة عمان و التي تكسى عادة بالأحجار الطبيعية , و قد تحاشى المصمم استخدام الجدران الزجاجية في الواجهات ليبقي المبنى محتفظا بحلة معمارية محلية .

و هكذا كان هذا المشروع نموذجا رائعا , يوفر تنوعا من المرافق السكنية و التجارية و الترفيهية , إلى جانب كونه تحفة معمارية تزين خط السماء في مدينة عمان , و هو من المشاريع التي تضيف إلى جمال المدينة و إلى متعة السكن فيها.

الأشكال (10) و (11) توضح بركة السباحة الخارجية في الجهة الجنوبية الغربية من الموقع و قد زينت بنوافير على شكل مجسمات و بالقرب منها جلسات خارجية

شكل (12) يوضح الممر المؤدي لبركة السباحة الخارجية

شكل (13) يوضح جلسات خارجية بالقرب من بركة السباحة

شكل (14) يوضح جزء من بهو الاستقبال في الفندق حيث الإضاءة غير المباشرة تأتي من السقف و تنعكس على الأرضية اللامعة

شكل (15) يوضح المدخل الرئيسي للفندق

شكل (16) يوضح قاعة الاحتفالات الرئيسية التي تتسع لأكثر من ألف و خمسمائة شخص

شكل (17) يوضح بركة السباحة الداخلية في النادي الصحي

شكل (18) يوضح الدور الأول ( الدور العلوي للمركز التجاري ) و يعلوه الدورين الثاني و الثالث الذين يحويان صالات السينما و المقاهي إضافة للدورين الرابع و الخامس المخصصين للمكاتب