الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

العمارة اللونية



العمارة هى أهم الفنون وأعرقها وأكثرها احتكاكا بالإنسان و العمارة تحوى الحياة الإنســانية بمختلف صورهـــــــــــا .

و من هنا سيكون حديثنا محاولة للتعرف على البنية المادية للعمل المعماري من خلال أحد عناصر هذه البنية آلا وهو اللون وذلك لما للون من قوة كامنة وقدرة على تغيير ظاهر التكوينات والأشكال و لما له من تأثيرات نفسية على المزاج و السلوك .

لذا فقد أضافت الدراسات التي تبحث في تأثير اللون على الإدراك بعدا جديدا لتفهمنا و استخدامنا للتطبيقات اللونية و امكانتها في العمارة و ذلك في كل من الواجهات الخارجية و فراغات المباني الداخلية.

فاللون جزء من حياة الإنسان , وإذا نظرنا للعالم حولنا نجد أننا نعيش في محيط لونى تتغير ألوانه باستمرار. وقد تعلق الإنسان منذ اللحظة الأولى لوجوده بالألوان , واستخدامها لتلوين جسمه و تزينه و نقلها بعد ذلك إلى مصنوعاته و جدران مسكنه ، وأخيرا إلى عمارته , ويؤثر اللون في وظائف الجسم مثلما يؤثر الضوء في العقل والإحساس , و لكل من الضوء و اللون تأثير عضوي و نفسي يظهران في بعض الوظائف الحيوية مثل زيادة الشهية و سرعة دقات القلب و من ثم سرعة الدورة الدموية . و للون تأثير نفسي ينعكس على الاستجابة العضوية فبعض الألوان تثير الإحساس بالبهجة والمرح بينما بعضها يثير الكآبة والحزن .

و قد استخدمت الألوان في العمارة منذ الحضارة الفرعونية في فراغاتها الداخلية وخاصة في الحوائط و الأسقف. كما ظهرت المعالجات اللونية في العمارة الإغريقية نتيجة لاستخدام الجرانيت والرخام , أما في العمارة القوطية فإن الزجاج الملون كان له تأثير جوهري على فراغاتها الداخلية , و بالمثل لعب الرخام الملون دورا متميزا في دواخل و خوارج العمارة بمصر وتركيا وغيرهما من البلاد الإسلامية , كما استخدمت الألوان في العمارة الشعبية في العالم كقرى النوبة وقرى وسط وجنوب أفريقيا التي تعتبر التلوين طقسا هاما من طقوس البناء .

و بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت الكثير من التيارات الفنية التي تنادى باستخدام الألوان في البناء و خروج اللون إلى الطرقات العامة ,حيث استهجن معماريوا تلك الفترة العمارة السائدة والتي وصفوها بالملل و الكآبة . وقد ظهر هذا الاتجاه واضحا في عمارة ما بعد الحداثة
Postmodern و هو تيار معماري يحمل دعوة للعودة " إلى العمـارة التراثيــة في قـــالب جديــد "

كما ظهرت حركات لونية أخرى عرفت بإسم عمارة الببغاء أو عمارة الطاووس -Peacock Architecture , وهذه يطلق عليها أحيانا اللوحة اللونية أو Pallet of colors والتي أستخدم فيها المعماريون الألوان الأساسية الأربعة : الأحمر, الأصفر, الأخضر, و الأزرق للتأكيد على التشكيل المعماري أو تقوية التتابع الفراغـــــــــي و للتذكير بأهمية اللون في العمل المعماري 
.
إن استخدام اللون في البيئة العمرانية يضيف إليها بعدا جديدا يأتي من كون الألوان ذات تأثيرات نفسية, حيث تعطى إحساسا بالانتماء المكاني للأفراد , وتقلل من الميول التخريبية , وتزيد من الإنتاج و تفاعل الإنسان مع البيئة المحيطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسس تصميم الفنادق

أولا : الموقع : - العوامل المؤثرة علي أختيار الموقع تتغير حسب  طبيعة وأهمية الفندق و منها  :- القرب من المحطات الرئيسية ومن عقد الاتص...